هل تستمر حالة الهدوء في غزة؟
يعيش قطاع غزة حالة من الهدوء بعد عدوان مطلع مايو الماضي، الذي اغتالت فيه إسرائيل قيادات الجهاد الإسلامي، ليدخل القطاع موجة هدوء غير مسبوقة.
ويأمل الغزيون أن تستمر حالة الهدوء دون أي تصعيد، رغم أن المراقبين يؤكدون أن الوضع في قطاع غزة دائما ما يكون على صفيح ساخن.
ويتساءل المواطنون، هل فعلا ستستمر حالة الهدوء، أم أن التدهور الميداني مع إسرائيل دائما ما يأتي بخطى متسارعة وغير محسوبة.
وتعتبر بيئة قطاع غزة من أشد البيئات تقلبا، وعادة ما يعاني سكانه من حالة عدم الاستقرار على أصعدة عدة من تطورات ميدانية أو تشديد للحصار وربما بعض التسهيلات وغيرها.
وتعمل حركة حماس التي تسيطر على الحكم في قطاع غزة، على الموازنة الصعبة بين الاستمرار في الحكم في ظل تردي الأوضاع المعيشية وتراجع الخدمات، والإبقاء على نهج المقاومة رغم مرور أكثر من عامين على المعركة الأخيرة التي خاضتها مع إسرائيل وهي معركة سيف القدس.
ويتطلع المواطن في قطاع غزة لزيادة مقومات الصمود في وجه الاحتلال، والذي يدرك جيدا أن ذلك يبدأ من تأمين المأكل والمشرب والعمل، دون بيئة مهترئة تعمل على زيادة الصفعات التي يتعرض لها الناس.
وتحاول إسرائيل العمل على الاستفراد في فصيل مقاومة وحيدا دون الفصائل الأخرى وهو ما طبقته في شهر مايو الماضي، وفي أغسطس من العام المنصرم.
وتمثل تحركات الاحتلال ضمن هذه الاستراتيجية تحديا كبيرا لحركة حماس التي تجد نفسها في حالة تردد بين الدخول في المعركة وهو ما يعني تدمير البنية التحتية لسكان قطاع غزة بشكل أكبر، أو البقاء دون دخول المعركة.
وأخيرا نستطيع القول إن الوضع في قطاع غزة معقد على عدة أصعدة، وهو ما يزيد من صعوبة الوضع المعيشي للسكان، الذي دائما ما يتساءلون إلى أين نحن ذاهبون؟
بقلم: عزيز الكحلوت