جورتن نيوز
جورتن نيوز موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث المحلية العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار الرياضة والتقنية والتكنولوجيا.

لماذا لا يستفيد الفلسطينيون من غازهم؟

بات الغاز حديث الاقتصاد العالمي في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، في وقت تجوب أوروبا دول العالم لتعويض الغاز الروسي.

وتهرول دول العالم نحو الحصول على الغاز، في ظل شح الكميات وقرب دخول فصل الشتاء في أوروبا.

وفي الوقت الذي تعمل فيه إسرائيل على القرصنة والاستيلاء على حقول الغاز، والمفاوضات التي تجريها لبنان على حقل كاريش الذي يحاول الاحتلال سرقته أيضا، اعاد الفلسطينيون فتح ملف الغاز لضرورة الاستفادة منه في ظل أوضاع اقتصادية هشة خاصا ان الميزانية تعتمد الدعم الدولي بالمقام الاول.

ويعتبر الغاز الفلسطيني في غزة أولى الحقول المكتشفة في منطقة شرق البحر المتوسط، في العام 1999، ووصفه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وقتها “كنز غزة المدفون”.

ويُحرم الفلسطينيون من غازهم بعد 23 عاما على اكتشافه، رغم أنه كفيل بحل أغلب مشاكلهم الاقتصادية.

وأظهر المسح الجيولوجي القديم -وقت الاكتشاف- بأن الاحتياطات تقدّر بأكثر من 1.3 تريليون قدم مكعب، بحجم استثمارات تفوق 6 مليارات دولار، في حين أن التنقيب والاستثمارات ستظهر كميات أكبر.

وفي الوقت الذي يبلغ حجم الديون على ميزانية السلطة قرابة 6 مليارات دولار، فإن المبلغ سابق الذكر كفيل بسداد ديون الخزينة، وانهاء أزمة الكهرباء الفلسطينية.

كما أن هناك تبعات اقتصادية غير مباشرة سيستفيد منها الفلسطينيون من استخراج الغاز تتمثل بأرقام ايجابية على صعيد البطالة والفقر والميزان التجاري وغيرها.

ويجب على الفلسطينيين التنبه إلى أن الاتفاقية القديمة المتعلقة بحقول غزة مجحفة بحق الفلسطينيين حيث تمنح الجهات المنقبة أرباحا أكثر مما يستحقون، ولذلك يجب اعادة النظر فيها.

ووفق الاتفاقية السابقة فإن عائدات صندوق الاستثمار الفلسطيني -ممثل فلسطين في الحقل- 10% فقط، في حين شركة بريتش غاز ستحصل على 60%، اتحاد المقاولين (ccc) 30% نظير التنقيب.

ولم يُعطي صندوق الاستثمار الفلسطيني، أرقاما حقيقية أو تقديرات عن حجم الاستثمارات وكيف يمكن الاستفادة منه ولماذا لا نستغل الغاز، ولماذا تغيب الشفافية عن هذا الملف منذ اكتشافه؟

هل يمكن للسلطة الفلسطينية عمل اتفاقيات بخصوص حقول الغاز في غزة في حين انها لا تملك السيطرة الامنية على الارض بعد سيطرة حماس على الحكم منذ 2007 و هل حكم حماس لغزة يمنحها الشرعية للحديث عن هذا الملف مع الجهات الدولية خاصة روسيا كقوة محركة لملف الغاز عالميا؟

اذا الفلسطينيين بحاجة الى توحيد الجهود للظهور بقوة مطالبين بالحق الفلسطيني في الغاز بحيث يضمن لهم اتفاقية غاز محترمة بعيدا عن التناكفات السياسية.

ومع عودة الحديث عن قضية الغاز و الحاجة الملحة له عالميا.. هل يستفيد الفلسطينيون من غازهم وما هي الخطوات الواجبة على القيادة الفلسطينية للحصول على الغاز، وهل يمكن الحصول على الغاز في ظل انقسام مشؤوم مستمر منذ 15 عاما؟

بقلم: عزيز الكحلوت

اقرأ ايضاً

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.