هل يمكن ان تأتي ليلة القدر في ليلة زوجية ؟

ليلة القدر هي ليلة مباركة تأتي في العشر الأواخر من شهر رمضان، وهي ليلة ذات فضل عظيم تحدث عنها القرآن الكريم في سورة القدر. يتساءل الكثيرون حول إمكانية وقوع ليلة القدر في ليلة زوجية من الليالي العشر الأواخر من رمضان.
هل يمكن أن تأتي ليلة القدر في ليلة زوجية؟
السائد عند عامة المسلمين أن ليلة القدر تقع في الليالي الفردية من العشر الأواخر بناءً على أحاديث النبي ﷺ. إلا أن العلماء اختلفوا في تحديد الليلة بدقة، وتساءل البعض إن كانت ليلة القدر يمكن أن تأتي في ليلة زوجية.
الأدلة من السنة النبوية
وردت عدة أحاديث نبوية تشير إلى أن ليلة القدر تكون في الليالي الفردية من العشر الأواخر، ومنها حديث عائشة رضي الله عنها عندما قالت: «تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان» (رواه البخاري).
مع ذلك، يوجد تفسير يقول إن الليالي الزوجية في بعض البلاد قد تكون فردية في بلاد أخرى بسبب اختلاف مطالع الهلال، مما يعني إمكانية وقوعها في ليلة يُحسبها البعض زوجية.
اجتهاد العلماء
يرى بعض العلماء أن ليلة القدر تنتقل من عام إلى آخر ولا تكون ثابتة في ليلة معينة. بناءً على ذلك، فإن احتمالية وقوعها في ليلة زوجية تكون واردة، خاصة إذا وقع الخطأ في رؤية الهلال.
أهمية الاجتهاد في العشر الأواخر
نظرًا لاختلاف العلماء وعدم وجود دليل قاطع على تحديد ليلة القدر بدقة، فإن الاجتهاد في جميع الليالي العشر الأواخر، سواء الفردية أو الزوجية، يُعدّ أفضل طريقة لضمان إدراك فضل هذه الليلة العظيمة.
ورغم أن الأحاديث تشير غالبًا إلى الليالي الفردية، فإن احتمال وقوع ليلة القدر في ليلة زوجية لا يمكن استبعاده بشكل قاطع. لذا يُفضل للمسلم الاجتهاد في العشر الأواخر كلها لضمان تحصيل الثواب والأجر العظيم.