كم عدد المنتخبات المشاركة في كاس العالم 2026
تعتبر بطولة كأس العالم لكرة القدم واحدة من أبرز الأحداث الرياضية في العالم، إذ يتابعها مئات الملايين من الأشخاص من مختلف أنحاء الأرض. ومنذ انطلاق النسخة الأولى في عام 1930، حققت البطولة تطورًا هائلًا على مستوى الفرق المشاركة، عدد المباريات، حتى طريقة تنظيمها. وفي عام 2026، سيشهد كأس العالم تغييرًا تاريخيًا على مستوى عدد المنتخبات التي ستتنافس على اللقب، حيث تقرر زيادة عدد الفرق المشاركة ليصل إلى 48 منتخبًا. في هذا المقال، سنستعرض هذا التغيير المهم وأبعاده المختلفة على البطولة وكيف سيؤثر على مسابقات كأس العالم القادمة.
التوسع في عدد الفرق
في النسخ السابقة من كأس العالم، كان عدد المنتخبات المتنافسة يقتصر على 32 منتخبًا. منذ نسخة 1998 التي أقيمت في فرنسا، تم تثبيت هذا العدد، وكان ذلك يتماشى مع الزيادة في عدد الدول التي تطمح للمشاركة، فضلاً عن زيادة الاهتمام بالرياضة على مستوى العالم. ومع تزايد عدد الدول المهتمة بكرة القدم وزيادة عدد الاتحادات الأعضاء في الفيفا، أصبح من الضروري النظر في توسيع البطولة لتشمل المزيد من المنتخبات.
وفي عام 2017، أعلنت الفيفا عن خطط لتوسيع البطولة في 2026 لتشمل 48 منتخبًا، وهو التغيير الأكبر منذ فترة طويلة. هذا القرار جلب العديد من ردود الفعل من قبل اللاعبين والمدربين والاتحادات الرياضية، حيث رأى البعض أن هذه الخطوة ستسهم في زيادة تمثيل الفرق من قارات مختلفة، فيما اعتقد آخرون أن ذلك قد يؤثر على مستوى المنافسة وجودة المباريات.
نظام البطولة في 2026
إحدى الأسئلة التي تطرح نفسها عند الحديث عن زيادة عدد المنتخبات هي: كيف سيكون شكل البطولة بعد التوسع؟ وفقًا للنظام الجديد الذي أعلن عنه الفيفا، سيتم تقسيم الفرق الـ 48 إلى 16 مجموعة، كل مجموعة تضم 3 فرق. وبالتالي، سيكون هناك 16 مجموعة من 3 فرق لكل مجموعة. وفي كل مجموعة، سيتنافس كل فريق ضد الفرق الأخرى في المجموعة بنظام الدوري، بحيث يتأهل الفريقان الأول والثاني من كل مجموعة إلى الدور التالي.
بعد مرحلة المجموعات، سيتأهل 32 فريقًا إلى دور الـ 16، وهو الدور الذي سيشهد بداية مباريات الإقصاء المباشر. وتستمر البطولة بعد ذلك بشكل مشابه لما هو معتمد في النسخ السابقة، حيث يتم إقامة المباريات بنظام الإقصاء حتى الوصول إلى المباراة النهائية. ستكون هذه الطريقة الجديدة أكثر إثارة وتحديًا بالنسبة للفرق، حيث ستتاح لها فرصة أكبر للتنافس على البطولات، مما يزيد من حدة التنافسية.
التأثير على القارات المختلفة
من المتوقع أن يكون لزيادة عدد المنتخبات تأثيرات كبيرة على مختلف القارات. على سبيل المثال، فإن التوسع سيوفر فرصة أكبر للمنتخبات من أفريقيا وآسيا وأمريكا الشمالية للمشاركة في البطولة، وهي القارات التي شهدت نموًا ملحوظًا في مستوى كرة القدم فيها. وبالتالي، من المحتمل أن نرى المزيد من المنتخبات التي تتمتع بمستوى عالٍ من المهارة والقدرة التنافسية تظهر في الساحة العالمية.
من جهة أخرى، قد يكون لهذا التوسع أيضًا تأثيرات على منتخبات القارة الأوروبية وأمريكا الجنوبية. ففي حين أن هذه المنتخبات لا تزال تتمتع بمستوى قوي، إلا أن التوسع يعني أن هناك المزيد من الفرص للمفاجآت، وقد تصبح هناك تحديات أكبر في التأهل.
التحديات التنظيمية
توسيع عدد المنتخبات يتطلب أيضًا تطوير بنية التنظيم للبطولة. ستكون هذه النسخة من كأس العالم أكثر تعقيدًا من حيث الجدولة والملاعب، خاصة أن عدد المباريات سيكون أكبر من أي وقت مضى. من المتوقع أن تكون هناك حاجة إلى المزيد من الملاعب لتلبية احتياجات الفرق والجماهير، فضلاً عن تقليص فترات الراحة بين المباريات لتلبية الجدول الزمني المكثف.
واحدة من التحديات الكبرى ستكون إدارة التنقل بين الملاعب، حيث ستتطلب البطولة الجديدة نقل الفرق والجماهير بين عدد أكبر من المدن والمناطق. لذلك، ستحتاج الدول المضيفة إلى تحضير بنية تحتية قوية، بما في ذلك النقل والمرافق، لضمان سلاسة سير المباريات.
الفوائد المحتملة لتوسيع البطولة
على الرغم من التحديات التي قد ترافق التوسع في البطولة، هناك العديد من الفوائد المرتبطة بهذا التغيير. أولاً، سيوفر هذا التوسع فرصًا أكبر لظهور المواهب الجديدة من مختلف أنحاء العالم. منذ فترة طويلة، كان العديد من المنتخبات من قارات مثل أفريقيا وآسيا يعانون من صعوبة في التأهل للبطولة بسبب قلة الأماكن المخصصة لهم، لكن هذا التوسع سيمنحهم فرصة أكبر لإظهار قدراتهم.
ثانيًا، من الممكن أن يؤدي هذا التوسع إلى زيادة الاهتمام بكرة القدم على مستوى عالمي، خاصة في البلدان التي لم يكن لها تاريخ طويل في المسابقات الكبرى. علاوة على ذلك، سيسهم هذا في زيادة عدد المباريات المثيرة والجماهيرية التي يتابعها المشجعون، مما يضيف مزيدًا من الحماس والإثارة للبطولة.
توسع كأس العالم 2026 ليشمل 48 منتخبًا يعد خطوة هامة في تاريخ البطولة، إذ يتيح فرصة أكبر لتمثيل جميع القارات ويعزز من فرص المفاجآت والمنافسة الشديدة. رغم التحديات المرتبطة بهذا القرار على صعيد التنظيم والتوقيت، إلا أن الفوائد التي ستعود على كرة القدم بشكل عام تعتبر كبيرة. هذا التغيير سيسهم في رفع مستوى اللعبة، ويعكس النمو المستمر في أهمية كأس العالم كحدث رياضي عالمي.