القياس هو استدلال غير مباشر يتم فيه الانتقال من قضيتين إلى قضية جديدة تمثل نتيجة لازمة عنهما
في عالم المنطق، يعد القياس أحد الأدوات الأساسية للاستدلال والوصول إلى نتائج جديدة بناءً على معلومات مسبقة، حيث أنه عملية فكرية تربط بين قضيتين أو أكثر للوصول إلى قضية ثالثة تمثل نتيجة لازمة عنهما. كما يُعتبر القياس أداة فعالة في العديد من المجالات، مثل الفلسفة، والرياضيات، والقانون، والعلوم، وحتى حياتنا اليومية.
القياس هو استدلال غير مباشر يتم فيه الانتقال من قضيتين إلى قضية جديدة تمثل نتيجة لازمة عنهما
القياس هو استدلال غير مباشر يتم فيه الانتقال من قضيتين إلى قضية جديدة تمثل نتيجة لازمة عنهما، هذا المفهوم الذي يتجلى في مختلف مجالات العلوم الاجتماعية والعلوم الطبيعية، يعكس أسلوباً فكرياً يعتمد على الاستدلال والتحليل للوصول إلى نتائج جديدة وفهم أعمق للظواهر والمواقف المعقدة.
عندما نتحدث عن القياس كاستدلال غير مباشر، ندخل في عالم الاستدلال الذي يعتمد على العلاقات السببية والتأثيرات المترتبة عنها. فعندما نتحدث عن قضية ما ونربطها بقضية أخرى، فإننا نبني سلسلة من الافتراضات والعلاقات السببية التي تساهم في فهم الموضوع بشكل أعمق.
يتمثل جوهر القياس كاستدلال غير مباشر في القدرة على استنتاج العلاقات والتأثيرات المختلفة بين الظواهر والمتغيرات المختلفة، وهذا يتطلب قدرة على التحليل العميق والتفكير النقدي لربط الأفكار والمفاهيم ببعضها البعض بشكل منطقي ومتسق.
يمثل القياس كاستدلال غير مباشر أسلوباً فكرياً متقدماً يعتمد على التحليل والاستدلال، ويساهم في فهم أعمق وأوسع للظواهر والمواقف المعقدة، وباستخدام هذا الأسلوب، يمكننا الوصول إلى حلول وافتراضات جديدة تسهم في تطوير المعرفة والتقدم في مجالات متعددة.
أركان القياس
القياس الصحيح، يجب أن يتكون من ثلاثة أركان أساسية هي المقدمة الكبرى، المقدمة الصغرى، والنتيجة، حيث أن:
- المقدمة الكبرى هي عبارة عامة تصف قاعدة أو مبدأ عام، مثل “كل المعادن موصلة للكهرباء”.
- أما المقدمة الصغرى فهي عبارة خاصة تتعلق بموضوع معين يندرج تحت القاعدة العامة، مثل “الحديد معدن”.
- بينما النتيجة هي الاستنتاج المنطقي الذي يتبع من هاتين المقدمتين، وهو في هذه الحالة “الحديد موصل للكهرباء”.
أنواع القياس
تعتبر أنواع القياس مفتاح أساسي في عملية البحث والتحليل، ويُمكن تقسيم القياس إلى عدة أنواع بناءً على شكل القضايا المكونة له، ومن أشهر أنواع القياس:
القياس الحملي
في القياس الحملي، تكون المقدمة الكبرى عبارة شرطية، والمقدمة الصغرى تؤكد صحة أحد طرفي الشرط، والنتيجة تؤكد صحة الطرف الآخر مثل
- إذا هطل المطر، فالشارع مبلل (المقدمة الكبرى).
- والمطر يهطل (المقدمة الصغرى).
- إذن، الشارع مبلل (النتيجة).
القياس الاستثنائي
في القياس الاستثنائي، تكون المقدمة الكبرى عبارة شرطية، والمقدمة الصغرى تنفي صحة أحد طرفي الشرط، والنتيجة تنفي صحة الطرف الآخر مثل:
- إذا كان الجو مشمسًا، فالطيور تغرد (المقدمة الكبرى).
- الطيور لا تغرد (المقدمة الصغرى).
- إذن، الجو ليس مشمسًا (النتيجة).
القياس في التاريخ
يعود استخدام القياس إلى العصور القديمة، حيث كان له دور كبير في تطوير الفلسفة والمنطق، فقد كان الفيلسوف اليوناني أرسطو يُعتبر مؤسس نظرية القياس، حيث وضع القواعد الأساسية لأنواع القياس الصحيحة. وقد استخدم الفلاسفة والعلماء عبر التاريخ القياس كأداة للتفكير والاستدلال، مما ساهم في تطوير المعرفة في مختلف المجالات.
القياس والاستدلال الاستقرائي
يختلف القياس عن الاستدلال الاستقرائي في طريقة الوصول إلى النتائج، حيث أن القياس يعتمد على قواعد منطقية صارمة للانتقال من مقدمات عامة إلى نتائج خاصة، بينما الاستدلال الاستقرائي يعتمد على الملاحظة والتجربة للوصول إلى استنتاجات عامة.
على سبيل المثال، إذا لاحظنا أن الشمس تشرق كل يوم، يمكننا استنتاج بشكل استقرائي أنها ستشرق غدًا أيضًا. هذا الاستنتاج ليس حتمي بنسبة 100%، ولكنه يعتمد على نمط متكرر من الملاحظات.
وفي الختام، يعد القياس أداة قوية للتفكير والاستدلال، ويساهم بشكل كبير في توسيع مداركنا و فهمنا للعالم من حولنا، ومن خلال تطبيق مبادئ القياس السليمة، يمكننا الوصول إلى حقائق جديدة واتخاذ قرارات مدروسة في مختلف مجالات الحياة.