جورتن نيوز
جورتن نيوز موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث المحلية العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار الرياضة والتقنية والتكنولوجيا.

الانتحار في غزة.. الأسباب والحلول

لاشك أن الوضع المعيشي في قطاع غزة يعتبر من الأسوأ على صعيد المنطقة وربما العالم في ظل حصار اقتصادي محكم وانعدام الأفق السياسي وحالة الانقسام المشينة المستمرة منذ أكثر من عقد ونصف من الزمن.

وخلال سنوات الحصار خسر قطاع غزة عددا من شبابه عبر الانتحار بعدة طرق وربما كان الحرق أكثرها شيوعا في وقت كان العامل الاقتصادي هو الأبرز في هذه الحالات.

ورغم صعوبة الحصول على احصائيات رسمية لحالات الانتحار والتي لا تعلن عنها الجهات الحكومية لا يختلف اثنان على أن السبب الأول هو اقتصادي بحت.

وفي تقرير لمجلس العلاقات الدولية في فلسطين، أكد أن هناك زيادة في محاولات الانتحار في قطاع غزة، بسبب الضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية.

وأوضح التقرير أن معظم حالات الانتحار وقعت خلال السنوات الأخيرة وكان 87% من هذه الحالات في فئة الشباب، وخاصة الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما أكثر من نصفهم إناث.

وأشار التقرير إلى أن 61% من أطفال غزة يعانون من اضطرابات نفسية كالخوف والقلق، وهو ما ينذر بزيادة حالات الانتحار في فترة المراهقة لهؤلاء الأطفال.

ويجد الغزيون في المسؤولين سببا رئيسيا ومباشرا في زيادة معدلات الانتحار في ظل عجزهم عن خلق واقع اقتصادي واجتماعي أفضل لسنوات طويلة.

ووفق تصورات عدد من المختصين في المجال النفسي، فإن العوامل التي تدفع للانتحار في قطاع غزة لا تزال قائمة، وهو ما قد يزيد من عددها مستقبلا.

ويرون في أحاديث منفصلة أنه بالكاد يمر شهرا دون الحديث عن حالة انتحار أو محاولة لذلك بعدة طرق من حرق أو تناول السم أو السقوط من علو أو الشنق أو إطلاق النار.

وتعدت حالات الانتحار في العام 2022 الـ 25 حالة، ووفق إحصائيات حصل عليها كاتب المقال من بيانات مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان في قطاع غزة، ففي عام 2015، سجلت 10 حالات انتحار بينما حاول 553 آخرون القيام بذلك.

أما في عام 2016 فسجلت 16 حالة انتحار و626 محاولة، وفي عام 2017 وثقت 23 حالة فعلية ونحو 566 محاولة.

وفي عام 2018 سجلت 20 حالة انتحار و504 محاولات، وفي 2019 وصل عدد الوفيات بسبب الانتحار إلى 32 من أصل 133 محاولة.

أما في 2020 فسجلت 17 حالة من أصل 404، ومعظم محاولات الانتحار كانت من قبل فئة الشباب دون سن الـ30، بما نسبته 87 في المئة من محاولات الانتحار.

وفي تقرير لمنظمة الصحة العالمية، فإنها وثّقت أكثر من 210 آلاف حالة اضطراب نفسي في غزة، إذ يوجد شخص من بين كل 10 غزيين بحاجة إلى علاج نفسي، في رقم صادر ويؤكد حجم الكارثة.

وأخيرا لابد التنويه إلى أن الوضع الكارثي في قطاع غزة يدلل على إمكانية حدوث حالات أخرى من الانتحار، وهو ما يستدعي المسؤولين عن القطاع لضرورة اتخاذ خطوات فعلية لمنع ذلك، فهل من مجيب؟

عزيز الكحلوت

اقرأ ايضاً

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.