جورتن نيوز
جورتن نيوز موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث المحلية العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار الرياضة والتقنية والتكنولوجيا.

ما المطلوب من حماس بعد 35 عاما على انطلاقتها؟

تمر هذه الأيام الذكرى الخامسة والثلاثين لانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس، في ظل مرور القضية الفلسطينية بمنعطفات حسّاسة ومحاولات دولية لتصفية القضية.

وجاءت حركة حماس كما يقول مؤسسوها كمشروع إسلامي مقاوم عام 1987 ولها محطات بارزة في تاريخ العمل السياسي والعسكري ضد الاحتلال الإسرائيلي.

ولا شك أن الثقل الكبير لحركة حماس في صفوف الشعب الفلسطيني يجعل من جميع المواطنين مهتمين بالنهج الذي تسير عليه هذه الحركة التي تتخذ من مقاومة الاحتلال سبيلا.

وتشهد حركة حماس كما باقي الفصائل الفلسطينية تحديات في ظل بيئة الصراع المستمرة مع الاحتلال.

ولعل الأمر يختلف مع حماس في ظل مزاوجتها بين الحكم في قطاع غزة لقرابة مليونان ونصف مواطن، والعمل المسلح وقيادتها لواحدة من أكبر  الفصائل في فلسطين.

ويضع العمل في الحكم والمقاومة معا الكثير من التحديات أمام الحركة الإسلامية، وهو ما يجعلها تسير بخطى حذرة خصوصا في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة للمواطنين بعد مرور 16 عاما على حكمها لقطاع غزة.

ومنذ انطلاقة حركة حماس مرّت الحركة بعدة مسارات تمثلت في اندماجها بالانتفاضة الأولى بشكل فوري بجانب الفصائل الكبيرة لتدخل بعدها مسار الاعتقالات ومحاولات القمع من الاحتلال والزج بهم في السجون.

ومع نهاية التسعينيات أعادت الحركة تشكيل نفسها ولملمة جراحها لتدخل انتفاضة الأقصى عام 2000 بشكل قوي.

ولا شك أن انتفاضة الأقصى شكّلت علامة فارقة في تاريخ الحركة الإسلامية والتي عملت خلال سنواتها بشكل متسارع على اقتحام العمل المقاوم بجانب الفصائل الفلسطينية والتطور في التصنيع العسكري.

وفي عام 2006 دخلت حركة حماس الانتخابات التشريعية والتي حققت فيها فوزا كبيرا، إلا أنها لم تستمر في ظل حالة انقسام ونقطة سوداء في تاريخ الشعب الفلسطيني لتشكل هذه المرحلة منعطفا لدى حماس بعدما زاوجت بين الحكم والمقاومة.

وخاضت حركة حماس بجانب فصائل المقاومة صَدَّاً لعدة اعتداءات مع الاحتلال ونفّذت صفقة وفاء الأحرار عام 2011 مقابل أكثر من ألف أسير فلسطيني، ولا يزال حاليا في جعبتها 4 أسرى إسرائيليين لتزداد آمال الأسرى الفلسطينيين بصفقة وفاء أحرار 2.

محطات كثيرة عاشها الشعب الفلسطيني بعد انطلاق حركة حماس لا شك ان أهمها فترة حكمها لقطاع غزة و التي جعلت الحركة اكثر قربا و على تماس بالجمهور أكثر من اي وقت مضى بمختلف توجهاته السياسية و الفكرية حيث علمت حماس انها في الحكم ليست وحدها و ان الجميع يقع تحت مسؤولياتها في حكمها لغزة كما انها يجب ان تتعامل مع المجتمع بكافة اطيافه كفصيل جاء بانتخابات اقيمت بتنظيم من سلطة تعترف بالمجتمع الدولي و لكن حماس ترفض الانخراط بقوانينه بعد فوزها في الانتخابات الامر الذي عزلها مع الشعب الفلسطيني في غزة قرابة 16 عشر عاما.

محاولات كثيرة من الاشقاء العرب و غير العرب لرأب الصدع بين اكبر فصيلين فلسطينيين لتشكيل حكومة قادرة على التعامل مع المجتمع الدولي لخدمة الفلسطينيين تنأى بنفسها بعيدا عن التوجهات الحزبية و تطبق ما ينفع أهل فلسطين و تعود للفصائل و الشارع الفلسطيني فيما يخص القرارات المصيرية.

ولا يزال الانقسام حاضرا بعد أكثر من 16 عاما، لتزداد الآمال بأن تمر ذكرى انطلاقة حركة حماس الـ 36 في العام المقبل، وقد تحققت الوحدة الوطنية وانتهى الانقسام المشين، فهل نعيش هذه اللحظة قريبا؟

بقلم: عزيز الكحلوت

اقرأ ايضاً

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.