جورتن نيوز
جورتن نيوز موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث المحلية العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار الرياضة والتقنية والتكنولوجيا.

معاناة الشباب الغزّي والهجرة

المعاناة التي مرّ بها الشباب الفلسطيني في قطاع غزة خلال العقد والنصف الأخير، لم يكون لها مثيل، من حصار وفقر وانعدام فرص العمل وانقسام سياسي بغيض واقتتال داخلي، ومشاكل اقتصادية واجتماعية لم تمر من قبل.

جملة من المشاكل التي أضاعت مستقبل أجيال من الغزيين وكثيرا ما سمعنا عن حالات انتحار بين صفوف الشباب الذين انعدمت بهم كل السبل.

وبات من الطبيعي أن تجد شبابا في عمر يفوق الثلاثين عاما دون أي مستقبل، أو مقدرة على الزواج أو فتح بيت وحتى يجلس في بيتهم منذ سنوات منهيا تخصصه الجامعي دون وجود عمل.

ولم يتحمل أي قيادي مسؤولية ما حدث من ضياع للأجيال، ودائما ما نجد الاحتلال الإسرائيلي هو الشماعة الوحيدة التي نعلق عليها ضياع مستقبل الشباب.

وحتى بعد انتهاء 15 عاما على الانقسام الفلسطيني والحصار على غزة لم نجد أيا من الخطط التي تتحدث عن آليات اخراج الشباب الغزي من المشاكل التي يمرون بها.

ورغم تضرر جميع الأجيال من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي مرت على غزة، إلا أن “جيل التسعين” -مواليد الأعوام 1990 وحتى 1999- هو الجيل الأكثر تضررا والذي قضى طفولته في انتفاضة الأقصى وشبّ على الانقسام وضياع فرص العمل.

ونتيجة للوضع السابق، عمِد آلاف الشباب للهجرة والبحث عن مستقبل أفضل لهم، دون الاستسلام للأوضاع التي فرضها عليهم عدد من السياسيين الذين يتلاعبون بمستقبلهم تحت مسمى “الوطنية”.

ولكن ليس كل الحكايات لها نهايات جميلة، فالكثير من الشباب المظلوم الذي هاجر بحثا عن لقمة العيش ومستقبل أفضل في البلاد الأوروبية، قوبل بالتهجير والضرب والسجن وقتلا بالغرق في أوساط البحر أثناء التهرّب من بلدٍ لأخرى.

ولا يكاد يمضي عاما دون سماع جملة من حالات الغرق والموت ودائما ما يكون لشباب قطاع غزة نصيب من هذا الواقع المأساوي.

ولعل المشكلة الأساسية تتمثل في أنه رغم مضي أكثر من 15 عاما على المشاكل السياسية والاجتماعية، لا يوجد أي حلول في الأفق، ويواصل الشباب الهجرة باستمرار رغم انعدام الفرص والتضييق الكبير عليهم من الدول الغربية، وهو ما يحتّم علينا البحث عن قيادة عادلة تعيد للشباب حقوقهم وتلفظ تجار الوطن.

بقلم: عزيز الكحلوت

اقرأ ايضاً

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.