من خطر النظر للمحرمات إفساد القلب. صواب خطأ

في زمن تتسارع فيه الفتن البصرية وتكثر فيه المغريات، بات غض البصر من القضايا المهمة التي تحتاج إلى وعي وتثبيت. كثيرون يتساءلون: “من خطر النظر للمحرمات إفساد القلب. صواب أم خطأ؟”
الإجابة: صواب.
النظر إلى المحرمات يُعد مدخلًا خطيرًا إلى فساد القلب، ويؤثر على سلوك الإنسان وعلاقته بالله. وفي هذا المقال نشرح بالتفصيل لماذا يعتبر النظر للمحرمات سببًا في إفساد القلب، مع الاستدلال من القرآن والسنة وآثار ذلك على النفس.
النظر أول سهام الشيطان
النظر هو أول باب قد يفتحه الإنسان على نفسه نحو المعصية. فالإنسان حين يُطلق بصره في ما حرم الله، سواء في مشاهد خليعة أو صور غير لائقة أو مقاطع فاحشة، فإنه يُعرض قلبه لتأثيرات سلبية عميقة، قد لا تظهر في البداية، لكنها تتراكم لتشكل فجوة بينه وبين ربه.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
“النظر أصل عامة الخطايا، فإن النظر يولد خاطرًا، ثم يثمر فكرة، ثم تولد شهوة، ثم يحدث الفعل، فإن لم تقاومه في بدايته، صار عادة يصعب تركها.”
أدلة من القرآن والسنة
أمر الله تعالى المؤمنين والمؤمنات بغض البصر، لما فيه من حفظ القلوب وصيانة السلوك:
“قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ”
(النور: 30)
وفي الحديث الشريف قال النبي ﷺ:
“العينان تزنيان وزناهما النظر” (رواه مسلم)
وهذا يبيّن أن النظر قد يكون بداية لفاحشة أعظم إن لم يُضبط ويُمنع.
كيف يُفسد النظر القلب؟
إليك بعض الآثار التي يتركها النظر المحرم على القلب:
-
ضعف الإيمان: يبعد العبد عن ذكر الله ويشغله بالمحرم.
-
القلق والاضطراب: من يتعود النظر للحرام يعيش قلقًا دائمًا، خوفًا من الانكشاف أو التأنيب.
-
تبلد المشاعر: كثرة النظر تطفئ نور القلب وتبلّد الإحساس تجاه الذنوب.
-
الإدمان البصري: يؤدي إلى تعلق بالصور والمشاهد حتى تصبح عادة يصعب الإقلاع عنها.
فوائد غض البصر
على الجانب الآخر، فإن غض البصر يجلب للنفس راحة وسكينة ويقوي الصلة بالله. قال ابن القيم:
“غض البصر يُورث القلب نورًا وفراسة صادقة، ويجعل بين العبد والفتنة حاجزًا منيعًا.”
ومن بركات غض البصر:
-
صفاء القلب.
-
قوة التركيز.
-
بركة في الوقت.
-
إحساس دائم برقابة الله.