ما هي البشعة في مصر وما حكمها في الإسلام ؟

ما هي البشعة في مصر وما حكمها في الإسلام ؟
اسلام ويب

تُعدّ البِشعة إحدى أقدم العادات القبلية في بعض مناطق مصر، خصوصًا في سيناء وبعض القرى الحدودية. ورغم تراجع انتشارها، إلا أنها لا تزال تُمارَس في مواقف معينة بين العائلات التي تلجأ إليها كطريقة تقليدية لحسم النزاعات عندما يفشل القضاء العُرفي أو تنعدم الأدلة.

في هذا المقال نشرح لك معنى البشعة، وكيف تتم، ولماذا يستخدمها البعض، ثم الحكم الشرعي لها في الإسلام.

ما هي البشعة؟

البِشعة هي طريقة لكشف الحقيقة تُستخدم بين القبائل، وتعتمد على لعق اللسان لقطعة من الحديد المحماة بعد أن يضعها “المبشّع” في النار حتى الاحمرار.

ويُعتقد وفق هذا الموروث القديم أن الشخص الصادق يستطيع لعق الحديد الحار دون أن يتضرر، بينما يظهر على الكاذب آثار الحرق فورًا.

البشعة ليست نظامًا قانونيًا، بل عرف قبلي يعود لمئات السنين، ويستند إلى فكرة أن الخوف يجعل “الكاذب” يتردد في أداء الاختبار أو يفشل فيه.

كيف تتم البشعة؟

تُقام البِشعة تحت إشراف شخص متخصص يُسمّى المِبشّع، ويكون معروفًا بالنزاهة في محيطه.
وتتم العملية كالآتي:

  1. تسخين قطعة من الحديد (تسمى “الميسم” أو “الميسام”) حتى الاحمرار.

  2. طلب المتهم أو المتنازع منه أن يلعق الحديد بلسانه ثلاث مرات غالبًا.

  3. مراقبة اللسان بعد العملية:

    • إذا خرج سليمًا بلا حروق يُعتبر “صادقًا” حسب العرف.

    • إذا ظهر حرق أو تشقّق يُعتبر “كاذبًا”.

رغم الطابع التراثي، فإن العملية خطيرة جدًا ويمكن أن تسبب حروقًا مؤلمة وشديدة.

لماذا يلجأ البعض إلى البشعة؟

تلجأ بعض القبائل للبشعة لعدة أسباب:

عندما تستعصي القضايا على الحل

خاصة في قضايا السرقة، الدم، أو الاعتداءات التي لا تتوفر عليها أدلة.

الثقة المتوارثة في هذا النظام

لدى بعض القبائل اعتقاد بأن المبشّع “يكشف الكاذب”.

للحفاظ على السلم القبلي

يرون أنها وسيلة لإنهاء الخصومات سريعًا دون اللجوء لتصعيد كبير.

الضغط النفسي

يرون أن الكاذب لن يستطيع القيام بالبشعة خوفًا من الاحتراق.

ما حكم البشعة في الإسلام؟

اتفق العلماء والفقهاء أن البشعة ليست من الإسلام في شيء، وأنها محرّمة أو باطلة لأنها تقوم على الظنّ، وتُعرّض الإنسان للأذى، ولا تعتمد على بيّنة أو شرع.

أسباب تحريمها شرعًا:

1. إيقاع الضرر بالنفس

الإسلام نهى عن تعريض النفس للأذى أو الحرق.

قال تعالى: “ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا”.

2. غياب الدليل الشرعي

القضاء الشرعي يعتمد على:

  • البَيّنة

  • الشهود

  • الإقرار

  • القرائن
    وليس على طرق بدائية مبنية على الظن.

3. تشبّه بعادات الجاهلية

كثير من العلماء شبّهوا البشعة بالوسائل الوثنية القديمة لكشف “الكاذب”.

4. إهدار كرامة الإنسان

إلزام شخص بلعق الحديد المحمّى يُعد نوعًا من الإهانة والتعذيب.

بالتالي:
البشعة غير جائزة شرعًا، ولا تُعد وسيلة صادقة للحكم في النزاعات.