مفاجأة علمية.. نقص هذا العنصر الغذائي يغيّر جنس الجنين

في اكتشاف علمي فريد من نوعه، أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Nature العلمية المرموقة، أن تحديد جنس المولود في الفئران لا يعتمد فقط على الكروموسومات، بل يمكن أن يتأثر أيضًا بنقص الحديد لدى الأم أثناء الحمل.
نتائج الدراسة: مفاجأة في تحديد الجنس
أجرى باحثون من جامعة أوساكا اليابانية تجربة فريدة على الفئران الحوامل، ووجدوا أن أجنة الفئران الذكور التي تحمل الكروموسومات XY قد تطور خصائص أنثوية، مثل تكوين المبايض، في حال كانت الأم تعاني من نقص الحديد خلال فترة الحمل.
نموذج علمي جديد: التأثير الغذائي على تحديد الجنس
وصف عالم الوراثة فينسنت هارلي من معهد هدسون للأبحاث الطبية في أستراليا الدراسة بأنها “أول نموذج موثق لتأثير المعادن الغذائية في تحديد جنس المولود”.
هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام نظرة مختلفة كليًا لفهم العوامل المؤثرة في تكوين الجنس.
الخلفية الجينية: دور جين SRY
يُعرف جين SRY بدوره الأساسي في تحفيز تكوين الخصيتين في الأجنة التي تحمل كروموسومات XY. وفي حال عدم تنشيط هذا الجين بشكل صحيح، يبدأ الجسم في تكوين مبايض بدلًا من الخصيتين، ما يؤدي إلى تغييرات هرمونية تؤثر على جنس المولود.
وقد أظهرت الدراسة أن إنزيمًا يُسمى KDM3A هو المسؤول عن تنشيط جين SRY، وأن هذا الإنزيم يتطلب وجود الحديد ليعمل بكفاءة. وبالتالي، فإن نقص الحديد قد يمنع تنشيط هذا الجين، مما يغير المسار الطبيعي لتكوين الأعضاء التناسلية.
ماذا يعني ذلك؟
وفقًا للنتائج، لوحظ أن ذكور الفئران التي تعرضت لنقص الحديد طورت مبايض بدلاً من الخصيتين، وظلت في هذه الحالة لمدة 8 أسابيع على الأقل.
ومع أن الدراسة لم تتطرق إلى القدرة الإنجابية لتلك الفئران، فإنها تسلط الضوء على تأثير بيئة الرحم بشكل يفوق ما كان يُعتقد سابقًا.
هل ينطبق ذلك على البشر؟
رغم عدم وجود دليل علمي حتى الآن يثبت أن هذه الآلية تنطبق على البشر، إلا أن الدراسة تثير تساؤلات مهمة حول إمكانية تأثير النظام الغذائي والظروف الصحية للأم على تحديد جنس الجنين، خصوصًا بعد الأسبوع السادس من الحمل.
تكشف هذه الدراسة المبتكرة عن احتمال وجود علاقة مباشرة بين نقص الحديد وتحديد جنس المولود، ما قد يُحدث ثورة في فهمنا للتطور الجنسي والوراثي، ليس فقط في الحيوانات، بل ربما في البشر أيضًا مستقبلاً.
كما تشجع النتائج على إجراء المزيد من الدراسات لفهم تأثير البيئة الغذائية والهرمونية في مرحلة الحمل المبكرة على الأجنة.