حكم التكبير الجماعي في العيد عند المذاهب الأربعة

من أبرز شعائر العيد التي يحرص عليها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها: التكبير. لكن ما يثير الجدل أحيانًا هو التكبير الجماعي بصوت واحد ومنسق، والذي نراه شائعًا في المساجد أو بعد الصلوات في أيام العيد. فهل هو جائز أم بدعة؟ وما حكمه عند المذاهب الفقهية الأربعة؟
في هذا المقال، نستعرض حكم التكبير الجماعي في العيد مع بيان أدلة كل مذهب، ووجهات النظر المعاصرة من العلماء والهيئات الشرعية.
أولًا: ما المقصود بـ”التكبير الجماعي”؟
التكبير الجماعي: أن يكبر جماعة من الناس بصوت واحد، يتابع بعضهم بعضًا بنفس النغمة واللحن، خصوصًا بعد الصلوات أو قبيل صلاة العيد.
مثال: أن يبدأ الإمام أو المؤذن بـ”الله أكبر، الله أكبر…” ويردد الجميع خلفه بنفس النغمة جماعيًا، بصوت واحد.
حكم التكبير الجماعي في العيد عند المذاهب الأربعة
الحنفية:
-
يرونه غير مشروع إذا كان على هيئة جماعية منسقة بصوت واحد.
-
يعدّونه بدعة في الدين إذا ترتب عليه تشويش أو اعتقاد أنه سنة.
-
التكبير الفردي أفضل وأكثر التزامًا بهدي السلف.
المرجع: الفتاوى الهندية – “والتكبير جماعة بصوت واحد ليس من السنة.”
المالكية:
-
الأصل عندهم التكبير سُنّة مؤكدة، لكن لا يُسنّ أن يكون جماعيًا.
-
يرونه مكروهًا إذا حصل بصورة منتظمة بصوت واحد.
-
التشويش أو التلحين فيه يُخالف السنة.
المرجع: الشرح الكبير للدردير – “ولا يشرع التكبير جماعة بصوت واحد، بل كل يكبر منفردًا.”
الشافعية:
-
يرون أن التكبير سنة فردية.
-
لا يُستحب التكبير الجماعي، لكن لا يشددون في منعه إلا إن ترتب عليه اعتقاد خاطئ أو إحداث في الدين.
-
من الأفضل عدم التنسيق بالصوت والنغمة.
المرجع: المجموع للنووي – “التكبير المسنون أن يكون من كل فرد على حدة.”
الحنابلة:
-
يرون كراهة التكبير الجماعي بصوت واحد.
-
يعتبرونه غير مشروع لأنه لم يرد عن النبي ﷺ أو الصحابة.
-
إن رُتّب بصوت جماعي كان بدعة محدثة.
المرجع: الإنصاف للمرداوي – “ويكره أن يكبروا جماعة بصوت واحد.”
آراء العلماء المعاصرين
-
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (السعودية):
التكبير الجماعي بدعة، لأن الأصل فيه أنه ذكر مشروع يقال فرادى، لا جماعة بصوت واحد.
-
الشيخ ابن باز رحمه الله:
التكبير الجماعي لا أصل له، ولم يفعله النبي ﷺ ولا أصحابه، فهو بدعة.
-
دار الإفتاء المصرية (رأي مغاير):
لا مانع من التكبير الجماعي إن كان دون اعتقاد وجوبه، بشرط عدم الإلزام به.
المحصلة:
المذهب | الحكم العام للتكبير الجماعي |
---|---|
الحنفي | مكروه أو بدعة إذا تم بصوت واحد |
المالكي | مكروه |
الشافعي | غير مستحب |
الحنبلي | مكروه وقد يصل إلى بدعة |
الراجح: التكبير في العيد سنة مؤكدة، والمستحب أن يكون فرديًا لا جماعيًا، ويُستحب أن يُرفع الصوت به من غير ترتيب جماعي أو نغمة واحدة.