وزير الخارجية البريطاني: هناك إجراءات ستتخذ إذا لم توقف اسرائيل حرب غزة

في سلسلة تصريحات شديدة اللهجة، وجه وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي انتقادات غير مسبوقة لإسرائيل بسبب تصعيدها العسكري في قطاع غزة، محذرًا من كارثة إنسانية متفاقمة وخطوات بريطانية قادمة إذا لم يتم تغيير المسار.
وقال الوزير إن “المدنيين في غزة واجهوا التجويع والتشريد، والآن يواجهون قصفًا جديدًا ومعاناةً متزايدة”، مشيرًا إلى أن “توسيع العملية العسكرية الإسرائيلية لا يمكن تبريره أخلاقيًا وغير متناسب، ويأتي بنتائج عكسية ولا يحقق أمنًا”.
وأضاف أن الكارثة الإنسانية تضاعفت منذ انهيار وقف إطلاق النار، وأن استهداف المستشفيات ومقتل عمال الإغاثة يمثل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي، مؤكدًا أن “ما يحدث في غزة لا يمكن تبريره ويجب أن يتوقف”.
وأكد وزير الخارجية أن بلاده علّقت مفاوضات التجارة الحرة مع إسرائيل وفرضت قيودًا على مبيعات الأسلحة التي يمكن استخدامها في غزة، وفرضت عقوبات بهدف الضغط لإدخال المساعدات الإنسانية، مضيفًا: “إذا واصلت إسرائيل هذا النهج، فسنتخذ خطوات أخرى”.
كما وجه رسالة مباشرة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، داعيًا إلى “إنهاء الحصار وإدخال المساعدات فورًا”، مؤكداً أن معظم الرهائن أُفرج عنهم عبر التفاوض وليس بالقوة، وأن خطة إسرائيل “لن تقصي حماس ولن تجلب الأمن”.
ووصف تصريحات الوزير الإسرائيلي سموتريتش عن “تطهير غزة” بأنها “تطرف خطير ووحشي”، وأكد أن الحكومة الإسرائيلية “تعزل إسرائيل عن أصدقائها وتقوض مصالح شعبها”، محذرًا من أن الاستيطان غير القانوني في الضفة الغربية يهدد حل الدولتين، الذي وصفه بـ”الإطار الوحيد لسلام عادل ودائم”.
وفي ختام تصريحاته، شدد وزير الخارجية البريطاني على أن بلاده “لن تقف مكتوفة الأيدي” وأنها “تبذل كل ما في وسعها لإنهاء الحرب، والعودة إلى الدبلوماسية”، مشيرًا إلى تنسيق جارٍ مع الشركاء للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
في المقابل، رد المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية بالقول: “الانتداب البريطاني انتهى قبل 77 عامًا، ولن تثنينا الضغوط الخارجية عن كفاحنا من أجل الوجود والأمن”.