واهجروهن في المضاجع واضربوهن | تفسير اسلام ويب
تفسير قوله تعالى: ﴿وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ﴾
في تفسير هذه الآية، يوضح الإمام الطبري – رحمه الله – أن الله سبحانه وتعالى يخاطب الأزواج، مبيّناً كيفية التعامل مع النساء إذا نشزت الزوجة (أي تمردت على طاعة زوجها أو أساءت المعاشرة).
وجاءت التوجيهات الإلهية على مراحل تدريجية تبدأ بالموعظة، ثم الهجر، ثم الضرب غير المبرح كوسيلة إصلاحية مشروعة بضوابط شرعية.
معنى “واهجروهن في المضاجع”
فسّر المفسرون هذا الجزء من الآية بأن المراد هجر المرأة في الفراش، وليس الهجر الكامل بالخروج من البيت أو ترك المنزل. والمعنى أن الزوج يمتنع عن مباشرتها أو يوليها ظهره في الفراش، كنوع من العقاب النفسي الذي قد يدفع الزوجة لمراجعة نفسها والعودة إلى طاعة زوجها.
وقد ذكر بعض السلف أن الهجر يكون في نفس الفراش لا خارجه، بمعنى أن الزوج يبيت معها لكنه لا يقربها، وهو أشد تأثيرًا من الهجر بالمكان. وذهب بعضهم إلى أن الهجر يمكن أن يكون بمغادرة الفراش تمامًا، وكلا القولين له أصل في تفسير السلف.
الهدف من الهجر
الهجر في المضجع ليس غاية في حد ذاته، وإنما هو وسيلة إصلاح، يُلجأ إليها بعد فشل الموعظة، وقبل الانتقال إلى مرحلة الضرب (الذي يجب أن يكون خفيفًا وغير مهين). وقد جاءت الشريعة الإسلامية بهذه التدرجات لحفظ كيان الأسرة ومنع الانفصال قدر الإمكان.
