الظلم إنما يكون مِمَّن أُوتي زيادةً على غيره في نعمة لديه؛ فيتسلط بها على مَن هو دُونَه

الظلم ليس ناتجًا عن الفقر أو الحاجة، بل كثيرًا ما يكون وليد الغنى والتمكن؛ فــ**”الظلم إنما يكون مِمَّن أُوتي زيادةً على غيره في نعمةٍ لديه؛ فيتسلط بها على مَن هو دونَه.”**
العبارة صواب
الفكرة المحورية
تكشف هذه المقولة بعمق عن جوهر الظلم، فهو لا يصدر عن ضعف أو مساواة، بل عن اختلال في موازين القوة:
-
من يملك المال قد يظلم الفقير بالاستغلال
-
ومن يملك المنصب قد يظلم الضعفاء بالتجاهل
-
ومن يملك الجاه قد يتعالى على من لا سند لهم
فالنعمة بحد ذاتها ليست شرًا، لكن الخطر يكمن في استخدامها كأداة قهر بدل أن تكون وسيلة شكر وإعانة.
بين الابتلاء بالنقمة والابتلاء بالنعمة
يعتقد البعض أن الابتلاء لا يكون إلا بالمصائب، لكن أشد الابتلاءات ما كان في صورة نعمة. فمن أُعطي نعمة، ونسِي أنها من الله، استكبر وظلم وظن أن ما لديه حق مكتسب، لا أمانة مؤقتة.
قال تعالى:
“كَلَّا إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى” [العلق: 6-7]
فالاستغناء الوهمي يولّد الطغيان، ومنه ينبع الظلم.
المسؤولية الأخلاقية لأصحاب النعم
كل من أوتي زيادة في أي جانب: علم، مال، جاه، قوة، صحة… عليه أن يدرك أنه في موضع اختبار.
-
النعمة أمانة، وليست امتيازًا
-
القوة تكليف، لا تشريف
-
الزيادة امتحان، لا تمييز
ومن لم يؤدِّ حق النعمة، تحولت إلى نقمة، وظلمُه بها للناس أول مظاهر انحرافه.