القضية المنطقية هي كل ما ينطقه الإنسان من كلام باللغة الفصحى. صواب خطأ

في علم المنطق، تتعدد المفاهيم الأساسية التي تساعدنا على تحليل الأفكار وفهم العلاقات بينها بشكل دقيق. ومن الأسئلة الشائعة: “هل تعتبر القضية المنطقية هي كل ما ينطقه الإنسان من كلام باللغة الفصحى؟”

الإجابة الصحيحة هي: خطأ.

ولفهم السبب، يجب أولًا أن نعرف ما المقصود بـ”القضية المنطقية” تحديدًا.

ما هي القضية المنطقية؟

القضية المنطقية في تعريفها الدقيق هي:
جملة خبرية تحتمل الصدق أو الكذب، أي يمكننا الحكم عليها بأنها صحيحة أو خاطئة.
بمعنى آخر، ليست كل جملة أو كلام ينطق به الإنسان تعتبر قضية منطقية، بل فقط العبارات التي تحمل مضمونًا يمكن التحقق منه أو نفيه.

أمثلة على القضايا المنطقية:

• “الشمس تشرق من الشرق.” (قضية صحيحة)

• “الماء يتجمد عند درجة 0 مئوية.” (قضية صحيحة)

• “القمر مصنوع من الجبن.” (قضية خاطئة، لكنها ما تزال قضية لأنها قابلة للتحقق أو النفي)

أمثلة على كلام لا يعتبر قضية منطقية:

• “افتح الباب!” (أمر، لا يحمل مضمونًا قابلًا للتحقق أو النفي)

• “ليت الشباب يعود يومًا.” (تمني، وليس تقريرًا لواقع)

• “كم الساعة الآن؟” (سؤال، لا يخبر عن شيء حتى نحكم عليه بالصدق أو الكذب)

لماذا العبارة خاطئة؟

لأن القضية المنطقية ليست مرتبطة بلغة الكلام أو بفصاحته، بل بمضمونه وإمكانية التحقق من صحته أو خطئه. فحتى لو نطق الإنسان كلامًا فصيحًا وجميلاً، لا يعني ذلك بالضرورة أنه أنشأ قضية منطقية.

الشرط الجوهري أن يكون الكلام خبرًا قابلاً للوصف بالصدق أو الكذب.

أهمية فهم القضايا المنطقية

• تطوير مهارات التفكير النقدي: يساعد التفريق بين القضايا المنطقية وغير المنطقية في تحليل الحجج والأفكار.

• بناء استدلالات صحيحة: القضايا المنطقية هي أساس بناء البراهين والاستنتاجات السليمة.

• التواصل العلمي والبحثي: يعتمد التواصل الفعال على استخدام عبارات يمكن مناقشتها منطقيًا.

القضية المنطقية ليست كل ما ينطق به الإنسان من كلام باللغة الفصحى، بل هي جملة خبرية تحتمل الصدق أو الكذب، سواء كانت باللغة الفصحى أو بأي لغة أخرى.

ففصاحة الكلام لا تجعله بالضرورة قضية منطقية، بل المعيار الحقيقي هو محتواه وقابليته للتحقق منه.