جورتن نيوز
جورتن نيوز موقع إخباري شامل تتابعون فيه مستجدات الأحداث المحلية العربية والعالمية على مدار الساعة، وتغطية مستمرة لأخبار الرياضة والتقنية والتكنولوجيا.

تصاريح النساء وتبادل الأدوار

ما قبل آذان الفجر، استيقظ أبو محمد على صوت المنبه، مسرعا لإيقاظ زوجته، التي ستذهب إلى عملها في مصنع خياطة داخل إسرائيل، بعد أن حصلت على تصريح عمال قبل أسبوع.

صحيح أن جميع نساء الحارة تتطلع لأم محمد على تصريحها، وأنها ستتلقى راتبا يقدّر 8 آلاف شيكل، مع نهاية الشهر الجاري، إلا أن معاناة أبو محمد لا يمكن وصفها.

وبدأ أبو محمد بتجهيز الشنتة واعداد الفطور لزوجته، التي ستخرج وربما لن تعود لثلاثة أيام بسبب صعوبة العودة بنفس اليوم على حاجز “ايرز”.

ولذلك سيبقى أبو محمد -العاطل عن العمل-يجلس بجوار أولاده الخمسة، يرعاهم في ظل غياب أمهم للعمل في إسرائيل.

معاناة أبو محمد لن تستمر عند رعاية الأولاد الذين سيضطرون لفقدان والدتهم معظم أيام الأسبوع، إلا أن أبو محمد سيضطر لتهيئة المنزل وترتيبه مع عودة زوجته من العمل بعد 3 أيام، والتي ستكون مضطرة لأخذ قسطا من الراحة لاستعادة نشاطها.

ورغم أن أبو محمد يرى في عمل زوجته فرصة لسداد الديون المتراكمة وتلبية متطلبات المعيشة الأساسية والتي حُرم منها أطفاله خلال السنوات الماضية كونه عاطل عن العمل، إلا أن نظرة الناس تجاه عمل زوجته لم تعد كالسابق.

ولاقى أبو محمد ردود فعل متباينة من الأهل والأصدقاء والجيران، في ظل استصعاب القضية.. فكيف لأم محمد أن تغيب في عملها عدة أيام في حين أن أبو محمد يجلس بجوار الأولاد.. فلماذا لا يذهب أبو محمد للعمل؟

لن يبدو غريبا.. حين تعلم أن تعامل أبو محمد مع زوجته اختلف عن السابق، فلم يعد ينتقدها كثيرا، وبات يجد فيها المفتاح السحري للتخلص من ديونه وانقلاب حاله للأفضل.

صحيح أن هذه القصة لم تترجم إلى الحقيقة بعد، ولكن في ظل الحديث عن نية إسرائيل استصدار تصاريح عمال للنساء، وستبدأها بـ 500 تصريح، يبدو هذا السيناريو هو الأقرب للحدوث.

ولاقت قضية استصدار تصاريح نساء تباينا كبيرا وحالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت تبرر إسرائيل ما تفعله بأنه نوع من “العدالة الاجتماعية”.

في حين، قالت وزارة العمل بغزة، إن الأخبار المتداولة بشأن السماح للنساء بالعمل في الداخل المحتل تهدف إلى إثارة الرأي العام، وخلق أجواء من البلبلة وعدم الاستقرار.

وأضاف مدير عام خدمات التشغيل بالوزارة محمد طبيل، خلال ورشة عمل نظمها الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، أنه لا يوجد أي إجراء رسمي في ملف عمل النساء بالداخل المحتل، ولم يصل للجنة المشتركة أي شيء يتعلق في هذه القضية.

ويبقى السؤال، هل تتحقق نبوءة أبو محمد في عمل زوجته التي لديها مهارة في الخياطة، وتذهب للعمل في إسرائيل لسداد الديون المتراكمة وتحسين الحال، أم أن قصة أبو محمد ستبقى من وحي الخيال؟

بقلم: عزيز الكحلوت

اقرأ ايضاً

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.