لأول مرة في غزة .. الاحتفاء بشفاء مسنة 85 عاما من كورونا

احتفى مجمع ناصر الطبي في خانيونس جنوب قطاع غزة، اليوم الثلاثاء 29 ديسمبر 2020، بتعافي مُسنة تبلغ من العمر 85 عاما، من فيروس كورونا، في حالة تسجل لأول مرة بالقطاع.

وأفادت الدكتور وليد الصالحي استشاري ورئيس أقسام التخدير والعنايات المركزة في مجمع ناصر، بدخول المسنة (ح ص) 85 عاما إلى قسم العناية المركزة جراء اصابتها بفيروس كورونا.

وأوضح انها كانت تعاني من تدني حالة الوعي وصعوبة شديدة في التنفس وبحالة حرجة جدا، بالإضافة إلى معاناتها من تضيق شديد في صمام الأورطي و مرض مزمن في التنفس ومرض السكر قبل الإصابة بالفيروس.

وأضاف الصالحي أنه منذ لحظة وصولها الى المستشفى تم التعامل معها وفق البرتوكولات العالمية لمثل هذه الحالات، فتم وضعها على جهاز المونتير وأخذ العلامات الحيوية وبعد ذلك تم عمل فحص لغازات الدم.

وتابع: تبين لنا وجود نقص حاد في الأكسجين بالدم حيث وصلت نسبة التشبع لديها أقل من 40% وزيادة ملموسة في غاز ثاني أكسيد الكربون وصلت إلى ثلاث اضعاف النسبة الطبيعية وزيادة الحموضة في الدم ونظرا لخطورة الحالة وسرعة تدهورها تم وضعها على جهاز تنفس اصطناعي متقدم.

وبذلك تعد المريضة اول مريضة مسنة في مثل هذا العمر و مصابة بفايروس كورونا يتم وضعها على هذا الجهاز حيث مكثت المريضة لمدة ستة أيام كاملة تحت التنفس الاصطناعي المتقدم في قسم العناية المركزة.

ولفت الصالحي إلى أن المسنة خلال هذه الأيام تعرضت إلى أربع انتكاسات حادة وقاتلة وأن انتكاسة واحدة كانت كفيلة بإنهاء حياتها لو لم يتم اكتشافها فور حدوثها وسرعة التعامل معها بشكل صحيح؛ تمثلت في نقص الأكسجين بالدم و هبوط حاد في ضغط الدم وتعطل بعض وظائف الكلى و خلل في ضربات القلب.

وأكد الصالحي أن قسم العناية المركزة تعامل مع هذه الانتكاسات بحرفية عالية على مدار الساعة للحفاظ على حياة المريضة من خلال التغير الدائم في اعدادات جهاز التنفس الاصطناعي وفقا لقراءات غازات الدم ونسبة الأكسجين فيه ، وتنشيط عضلة القلب بأجهزة مساعدة لمواجهة هبوط الضغط و الخلل في ضربات القلب، إضافة الى دعم وظائف الكلى.

وأردف: بحمد الله وتوفيقه تم تجاوز مرحلة الخطر و تم فطمها عن جهاز التنفس والآن المريضة بصحة جيدة وعاد إليها وعيها بشكل كامل واستقرت العلامات الحيوية وأصبحت غازات الدم طبيعية، وتمكنت من مغادرة المشفى يوم الاحد بعد علاج مكثف استمر أسبوعين.

وقال الصالحي إن شعارنا كان ولايزال إعطاء الفرصة الكاملة للعلاج من هذا الفيروس لكل مريض بغض النظر عن عمره وحجم الامراض المزمنة لديه مطبقين في ذلك احدث البروتوكولات العالمية، ونحن أدوات والله الموفق.

ووعد الصالحي، ببذل المزيد من الجهد و تسخير كافة الإمكانات الطبية والخبرات العلمية والتدريبية والمهنية في قسم العناية المركزة بمجمع ناصر الطبي من اجل الارتقاء والتميز وتقديم خدمة نوعية لأهلنا في المحافظات الجنوبية.

وفي ذات السياق توجه الصالحي إلى الدكتور يوسف أبو الريش وكيل وزارة الصحة بالشكر على دعمه لأقسام العناية المركزة لمجابهة وباء كورونا وتوفير المستلزمات الطبية اللازمة لذلك.

كما وتوجه، بالشكر إلى د. محمد زقوت مدير عام مجمع ناصر الطبي على متابعته الحثيثة والمستمرة لسير العمل في اقسام العناية المركزة الخاصة بحالات كورونا، والزميل صابر الصرفندي استشاري الأمراض الصدرية والى جميع الجنود المجهولين من أطباء وتمريض وعاملين في قسم العناية المركزة.