هل تنجح آبل بجعل آيفون جهازاً للتحكم بكامل المنزل الذكي؟
مع تزايد اهتمام الإنسان باقتناء التجهيزات المنزلية الذكية التي من شأنها أن توفر له مزيداً من الرفاهية في المنزل، تُسارع الشركات التقنية الكبرى نحو تطوير الأدوات البرمجية، والعتاد الصلب اللازمين لدفع عجلة صناعة المنازل الذكية والوصول إلى مُنتجات تساهم في أتمتة مُعظم المهام.
فمُنذُ حوالي العام، أعلنت شركة آبل عن منصة “هوم كيت” HomeKit، والتي تسمح للشركات بتطوير تجهيزات وحساسات منزلية يُمكن للإنسان التحكم بها باستخدام جهازه العامل بنظام تشغيل الأجهزة الذكية “آي أو أس” iOS التابع للشركة.
ومن المُنتظر أن تسمح منصة “هوم كيت” لمُستخدم هاتف آيفون بالتحكم بأشياء على غرار أقفال الأبواب الذكية ومصابيح الإنارة وباب المرآب ومختلف أنواع الأجهزة المنزلية المؤتمتة.
وبحسب آبل، فإن أولى الأجهزة المتوافقة مع “هوم كيت” ستتوفر في يونيو المُقبل، لكنها على الأغلب ستأتي بأسعار مُرتفعة نسبياً مُقارنة بأسعار نظيرتها التقليدية، مما يثير العديد من علامات الاستفهام حول مُستقبل مثل هذه الأجهزة وإقبال المُستهلكين عليها.
ويواجه بعض المُطورين العاملين على ابتكار أجهزة متوافقة مع “هوم كيت” العديد من الصعوبات والمشاكل أثناء عملهم، منها محدودية وقلة المُكونات المُصادق عليها من آبل والضرورية لبناء الأجهزة الذكية، وذلك نتيجةً لكون “هوم كيت” منصة حديثة نسبياً، بحسب ما أشار إليه “ماركوس تيمبته” Marcus Tempte، المُدير التنفيذي لدى “فرايدي لابز” Friday Labs، الشركة التي تعمل على تطوير أقفال ذكية متوافقة مع “هوم كيت”، وبالتالي لا يجد المُطور الكثير من الخيارات أثناء بناء جهازه الذكي.
وتتسبب محدودية الخيارات هذه بظهور عقبات تمنع المُطور من بناء جهازه بالشكل المطلوب، فعلى سبيل المثال، تعتمد أجهزة “هوم كيت” على تقنيتي البلوتوث أو الواي فاي لتأمين اتصال الجهاز مع الهاتف الذكي، وإن محدودية الشرائح الإلكترونية الضرورية لإنجاز مهمة الاتصال هذه والمُوافق عليها من قبل آبل تساهم حتماً بفرض قيود عديدة على المُطور، فمثلاً قد تكون هذه الشرائح كبيرة الحجم أو منخفضة السرعة، الأمر الذي لا قد يلبي طموحات المُصمم ويجبره على تعديل تصميمه ليتوافق مع العتاد الصلب المفروض.
وتتميز منصة “هوم كيت” بتصميمها فائق الأمان، وهو أمر بالغ الأهمية بالنسبة للمُستهلك، لكنه بالمقابل يُجبر المطور على بذل مجهود مُضاعف أثناء بناء الجهاز، حيث تفرض هذه المنصة تقنيات تشفير مُتنوعة على البيانات أثناء انتقالها بين الهاتف والتجهيزات الذكية، الأمر الذي يتطلب من المطور بذل جهد مُضاعف أثناء بناء النظام.
وإن فشل المطور باختيار المكونات التي تدعم مستوى التشفير الذي تفرضه آبل، قد يؤدي في نهاية الأمر إلى الوصول إلى أجهزة بأداء مضعيف وأعمار بطاريات مُنخفضة، أو قد يفرض عليه العمل كثيراً على الجوانب البرمجية للتعامل مع مثل هذا الموقف.
ولسوء الحظ، وعلى غرار باقي مُنتجات آبل، فإن منصة “هوم كيت” هي منصة مُغلقة، أي غير مفتوحة المصدر، الأمر الذي يوفر لآبل إمكانية تقييد حرية المُطور أثناء عمله على المنصة، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تحديد تطبيقات المنصة، وهو أمر يفرض على المطور تحديات كبيرة أثناء عمله، وفقاً لما أشار إليه “دايفيد ماك غرو” David McGraw، أحد المطورين العاملين على منصة “هوم كيت” والذي أكد أيضاً على ضرورة أن تقوم آبل بتوفير مزيد من المرونة فيما يتعلق بطبيعة العتاد الصلب المُتوافق مع المنصة.
وعلى الرغم من العقبات والصعوبات، يبدو أن آبل دعمت منصتها ببعض القدرات البرمجية التي توفر على المطور الكثير من العناء، فعلى سبيل المثال، تتكفل المنصة بالتعامل مع مسألة التخاطب بين الأجهزة، أي توفر على المطور عناء العمل في هذا المجال.